وقوله: لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ [إبراهيم:51] أي: يوم القيامة كما قال: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا [النجم:31] الآية، إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [إبراهيم:51] أي: في حال محاسبته لعبده سريع النَّجاز؛ لأنه يعلم كل شيء، ولا يخفى عليه خافية، وإن جميع الخلق بالنسبة إلى قدرته كالواحد منهم، كقوله تعالى: مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ [لقمان:28]، وهذا معنى قول مجاهد: سَرِيعُ الْحِسَابِ إحصاءً.
قوله: سَرِيعُ الْحِسَابِ مع كثرة الخلق، فإن الله سريع في محاسبتهم، فلا يطول الحساب بسبب كثرة الخلائق، فالله - تبارك وتعالى - علمه محيط، وهو على كل شيء قدير، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق.