الثلاثاء 20 / ذو الحجة / 1446 - 17 / يونيو 2025
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُوا۟ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مّنَ اللّيْلِ وَاتّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ۝ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الأمْرَ أَنّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مّصْبِحِينَ [سورة الحجر:65-66].

يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل، وأن يكون لوط يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم، وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يُزجي الضعيف ويحمل المنقطع. وقوله: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أي: إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم، وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال.

 

من أهل العلم من حمل الالتفات على الالتفات الحسي، يعني لا تنظروا إليهم، امضوا في طريقكم ولا يلتفت منكم أحد، ومنهم من فسر ذلك بالالتفات المعنوي، يعني وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ: لا تقفوا عند إهلاكهم، وليس معناه النظر والالتفات بالرأس، والأول هو الأقرب - وهو ظاهر الآية - أنهم نهوا عن الالتفات، أن لا يلتفت أي: لا ينظر إليهم حال إهلاكهم.

وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ كأنه كان معهم من يهديهم السبيل.

لا يلزم أن يكون معهم من يهديهم السبيل، وحَيْثُ تُؤْمَرُونَ أي حيث يأمره الله عن طريق الوحي.