قوله: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى هذا دليل لأهل السنة والجماعة على أن الإيمان يزيد وينقص، وللأسف توجد في بعض كتب التفسير المنتسبة إلى السنة، التي يعد أصحابها من أهل السنة يورد بعض العبارات التي راجت عليهم من أهل البدع، يقول: ويزيد الله الذين اهتدوا هدى يقول: أي بالأعمال، يفسره بذلك فقط.
وهذا قول المرجئة، والطوائف الذين يقولون: إن الإيمان لا يزيد، ولا ينقص، ويقولون: إنما زيادته بزيادة متعلقاته، فالإيمان يزيد، وينقص، والآيات مصرحة بهذا، وهي كثيرة، وهذه واحدة منها والله يقول: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا [سورة التوبة:124]، وقال: لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا [سورة الفتح:4]، فالإيمان يزيد وينقص، بل قد يتلاشى من قلب الإنسان، وأبو بكر إنما فاق غيره، وتقدم على بقية أصحاب النبي ﷺ بشيء وقر في قلبه، وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا الباقيات الصالحات: المقصود بها ما يبقى مما يلقى الإنسان ثوابه عند الله - تبارك وتعالى - من الذكر، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، وما أشبه ذلك، وهكذا الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان بجوارحه، كل هذا من الباقيات الصالحات فيفسر بهذا وهذا.
وما ذكره السلف كما ذكرنا هنا إنما هو من قبيل التفسير بالمثال وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا يعني خير مما يتنافس هؤلاء المتنافسون، ويفتخرون به أنهم أحسن أثاثاً، ورئياً، أحسن مقاماً، ونادياً.