وقوله: تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، أي: هذا القرآن الذي جاءك يا محمد، هو تنزيل من ربك، رب كل شيء ومليكه، القادر على ما يشاء، الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها، وخلق السموات العُلى في ارتفاعها ولطافتها.
وقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضاً، وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف: إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل.
قوله: تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى، تنزيلاً: هذا يمكن أن يعرب مفعولاً مطلقاً، وقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: وأن المسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف، هكذا نقول: المسلك الأسلم وهو الأعلم والأحكم، وبعض الناس من المتكلمين يقول أنَّ مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم، وهذا غير صحيح، فالسلامة كل السلامة هي في مسلك السلف كما أن هذا المسلك هو المسلك العلمي الصحيح؛ لأنه متلقى من مشكاة الوحي.