الإثنين 07 / ذو القعدة / 1446 - 05 / مايو 2025
لَا تَرْكُضُوا۟ وَٱرْجِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْـَٔلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُوَاْ إِلَىَ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ هذا تهكم بهم نزراً، أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب، وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة. قال قتادة: استهزاء بهم.
لَعَلّكُمْ تُسْأَلُونَ أي: عما كنتم فيه من أداء شكر النعم.

طبعاً هذا على أساس أنه استهزاء، لكن على ما ذكرت قبل قليل مما يذكره بعض المفسرين، وفسروا الآية بهذا الاعتبار بناءً على بعض المرويات الإسرائيلية أنهم سمعوا منادياً قال لهم: ارْجِعُوَاْ إِلَىَ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ فرجعوا إلى مساكنهم، ثم سمعوا منادياً يقول: يا لثارات نبي الله، فحصل استئصالهم وإهلاكهم، لكن هذا مبناه على ما ذكرت من هذه المرويات التي لا يصح الاعتماد عليها، لكن قصدت من هذا أن من فسره بذلك فإنه لا يكون على سبيل التهكم، أيا كان المراد به، والأقرب أن هذا على سبيل التهكم - والله تعالى أعلم -، كقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور، والمعيشة، والمساكن الطيبة"، وبعضهم يقول: ارجعوا إلى مساكنكم يعني إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ بعضهم يقول: لعلكم تسألون أن يرجع إليكم في المهم، تسألون كما كنتم تسألون قبل ذلك، ويرجع إليكم في المهمات، ويؤخذ رأيكم فيها، لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ تهكماً بهم، وبعضهم يقول: لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ عما رأيتم وعاينتم فتجيبوا بما شاهدتهم وما حل بكم، لكن كل ذلك لا يكون، فإن العذاب يأخذهم ويستأصلهم ولا مجال إلى الرجوع إلى مساكنهم، لكن هؤلاء يقولون: إن ذلك وقع على سبيل التهكم بهم، أين تذهبون، رأيتم العذاب، ارجعوا إلى مساكنكم لعلكم تسألون عما شاهدتم، وتخبرون الناس بما حل بكم، على سبيل التهكم بهم، وبعضهم يقول: لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ أي: كما كنتم تسألون قبل ذلك، يعني ارجعوا إلى مساكنكم لعلكم تسألون، أي يطلب منكم الإيمان كما كان يطلب منكم قبل نزول العذاب، على سبيل الاستهزاء.