الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
وَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَيْدًا فَجَعَلْنَٰهُمُ ٱلْأَخْسَرِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ أي: المغلوبين الأسفلين؛ لأنهم أرادوا بنبي الله كيداً، فكادهم الله ونجاه من النار، فغلبوا هنالك.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقوله: "فجمعوا حطباً كثيراً جداً، قال السدي: حتى إن كانت المرأة تمرض"، هذا الكلام متلقى عن بني إسرائيل، تنذر بحيث إذا شفيت أن تحمل الحطب.

قال: ثم جعلوه في جوبة، الجوبة هي تقال للحفرة، وتقال للفرجة بين الجبال، وتقال أيضاً للمكان المتسع من الأرض الذي ليس فيه بناء، وللمكان المنخفض من الأرض، كل ذلك يقال له: جوبه، الحفرة المستديرة الواسعة يقال لها جوبه. وأضرموها ناراً، على كل حال، قوله: "بأن الذي أشار عليهم بهذا رجل من أعراب فارس من الأكراد"، وإلى آخره، وأنه خسف به، لا يوجد ما يدل على ذلك مما يعتمد عليه، وبعضهم يقول غير هذا، وهكذا أيضاً في أنه لم يبق نار إلا انطفأت، وأن كل الدواب كانت تطفئ النار عن إبراهيم ﷺ، كل هذا لا دليل عليه، إلا أنه ثبت عن النبي ﷺ أن الوزغ كان ينفخ على إبراهيم [1].

  1. رواه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [سورة النساء:125]، برقم (3180)، ومسلم، كتاب السلام، باب استحباب قتل الوزغ، برقم (2238).