قوله عن لوط : وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً بعض أهل العلم يقول المراد بالحكم: هو النبوة، وهنا يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "فآتاه الله حكماً وعلماً، وأوحى إليه وجعله نبياً"، وبعضهم يقول: الحكم هو الفصل بين الخصومات، وبعضهم يقول: بأن المعنى أعم من ذلك؛ لأن أصل الحكم يأتي بمعنى المنع، فآتاه الله بما يمنعه من الشطط والخطل في الرأي والحكم، والنظر، وذلك بالنبوة والفهم الصحيح الذي يقع معه الصواب، ويحترز فيه من الخطأ، هكذا ذكر بعض أهل العلم فحملها على معنىً أوسع، استناداً إلى أصل المعنى اللغوي، وممن قال: بأن الحكم هو النبوة القرطبي - رحمه الله -.
وقوله - تبارك وتعالى -: وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الّتِي كَانَت تّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إلى أن قال: وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنّهُ مِنَ الصّالِحِينَ بعضهم يقول: المقصود بذلك أنه أنجاه من هؤلاء الذين أهلكم، وبعضهم يقول: وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا أي: النبوة، وبعضهم يقول: يعني الإسلام، وبعضهم يقول: الجنة، وابن جرير - رحمه الله - ذهب إلى أن المقصود: وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا أي: أنجاه من هؤلاء القوم، - والله أعلم -.