قوله: دُونَ ذَلِكَ يعني غير ذلك، مثل يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ [سورة سبأ:13].
هذا المعنى الذي ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في قوله: وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ يعني: من أن ينالوه بسوء، تحتمله الآية، وتحتمل أن يكون المراد بذلك أن الله قد حفظ أعمالهم وأعدادهم وكلما يتعلق بهم، ويحتمل أن يكون الله - تبارك وتعالى - أراد بذلك أنه قد حفظ هؤلاء فلا يخرجون عن أمره، ولا يتمردون عليه، ويحتمل أنهم لا يفسدون ما عملوا، وقد قيل: بأنهم كانوا يبنون له، بأن، بحيث أنهم لا يبنون له في النهار ثم يخبرون ما بنوا بالليل لو تركوا، وإنما الله - تبارك وتعالى - يمنعهم من هذا، فلا يفسدون ما عملوه، إلى غير ذلك من المعاني التي ذكرها أهل العلم، وابن جرير - رحمه الله - يقول: إن الله قد حفظ أعدادهم وأعمالهم وأحصاها، وكل هذه المعاني محتملة، - والله أعلم -.