قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ "ما" هذه للعموم تعم الحيوانات والجمادات والزروع والثمار، كما قال: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ؛ لأن ذلك صادر منه، وهذه الآية يرد فيها على النصارى، الذين يلبسون، ويشبهون، حيث يقولون: إن قوله - تبارك وتعالى - عن المسيح "وروح منه" أنه ابن الله، أو أنه ثالث ثلاثة، فيقولون: إنه روح غير مخلوقة، وَرُوحٌ مِّنْهُ [سورة النساء:171]، ونقول فما تقولون في قوله - تبارك وتعالى -: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ هل كل شيء هو صادر من الله، بمعنى أنه جزء من الله أم أن ذلك تبرأ منه، خلقه وأوجده وأنعم به وتفضل؟!.
وقوله - تبارك وتعالى -: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ رد على أهل الفلك من المعاصرين الذين يزعمون أن السماء ليست بسقف ولا لها جرم، وإنما يقولون: هذا الفضاء بما فيه من غازات ونحو ذلك هو السماء، ولا يوجد هناك سقف، والله يقول: وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا [سورة الأنبياء:32]، ويقول وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ.