الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْـَٔرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ [سورة المؤمنون:64] يعني: حتى إذا جاء مترفيهم - وهم المنعمون في الدنيا - عذابُ الله، وبأسه، ونقمته بهم إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ أي: يصرخون ويستغيثون كما قال تعالى: وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ۝ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا [سورة المزمل:11-12] الآية، وقال تعالى: كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ [سورة ص:3]".

قوله: حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ [سورة المؤمنون:64] لا شك أن العذاب واقع بجميع الكفار، فلماذا خص المترفين منهم؟

قد يكون هذا التخصيص ليبين الحالة التي صاروا إليها بعد الترف، والنعمة، والتوسع في ملاذ الحياة الدنيا؛ فإذا أخذهم بالعذاب صاروا على حالة تخالفها تماماً، فهذا أبلغ في الزجر، والتخويف من عذاب الله - تبارك وتعالى -، فالعذاب لا يختص بالمترفين، وإنما العذاب عام، فتخصيص المترفين إنما ذلك من باب الزجر، والتخويف من عذاب الله ، ومعنى: يَجْأَرُونَ أي: يرفعون أصواتهم بالصياح إذا حل بهم العذاب.