الجمعة 01 / محرّم / 1447 - 27 / يونيو 2025
ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ عَسِيرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ... الآية، كما قال تعالى: لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [سورة غافر:16]، وفي الصحيح: إن الله يطوي السماوات بيمينه، ويأخذ الأرضين بيده الأخرى، ثم يقول: أنا الملك، أنا الديان، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟[1]".

يمكن أن يقال فيه بأن ذلك اليوم هو اليوم العظيم الذي تخضع فيه الرقاب، وتذل لله رب العالمين، ولا يَدّعي فيه أحد المْلك لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، إذا كان مالكاً لذلك اليوم فإنه مالك لما دونه من باب أولى، وبعض أهل العلم يقول: لما كان يعني الملك يُدّعى في الدنيا، ويوصف به بعض المخلوقين؛ قال الله - تعالى -: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4] الذي لا يَدّعي فيه أحد الملك، إنما الملك لله وحده لا شريك له.

"وقوله: وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا أي: شديداً صعباً؛ لأنه يوم عدل، وقضاء، وفصل كما قال تعالى: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ۝ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [سورة المدثر:8-10]، فهذا حال الكافرين في هذا اليوم، وأما المؤمنون فكما قال تعالى: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ.. [سورة الأنبياء:103] الآية".
  1. رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، برقم (4812)، ولفظه: يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ، ومسلم بلفظ البخاري، في أوائل كتاب صفات المنافقين، وأحكامهم، برقم (2787).