السبت 02 / محرّم / 1447 - 28 / يونيو 2025
وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَجَحَدُوا بِهَا أي: في ظاهر أمرهم، وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ أي: علموا في أنفسهم أنها حق من عند الله، ولكن جَحَدوها، وعاندوها، وكابروها، ظُلْمًا وَعُلُوًّا أي: ظلماً من أنفسهم، سَجِيَّة ملعونة، وَعُلُوًّا أي: استكبارًا عن اتباع الحق؛ ولهذا قال: فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ أي: انظر يا محمد كيف كان عاقبة كُفرهم في إهلاك الله إياهم، وإغراقهم عن آخرهم في صبيحة واحدة.

وفحوى الخطاب يقول: احذروا أيها المكذبون لمحمد، الجاحدون لما جاء به من ربه؛ أن يصيبكم ما أصابهم بطريق الأولى، والأحرى؛ فإن محمدًا - صلوات الله وسلامه عليه - أشرف وأعظم من موسى، وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى، بما آتاه الله من الدلائل المقترنة بوجوده في نفسه، وشمائله، وما سبقه من البشارات من الأنبياء به، وأخذ المواثيق له - عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام -.