الجمعة 23 / ذو الحجة / 1446 - 20 / يونيو 2025
وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى مسليًا لنبيه - صلوات الله وسلامه عليه -: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أي: المكذبين بما جئت به، ولا تأسف عليهم، وتذهب نفسك عليهم حسرات، وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ أي: في كيدك، ورَدّ ما جئت به، فإن الله مؤيدك، وناصرك، ومظهرٌ دينك على مَنْ خالفه، وعانده في المشارق، والمغارب".

لاحظ أن الله - تبارك وتعالى - قال بعدما ذكر علمهم في الآخرة وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ۝ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ فالذين قالوا: تتابَعَ أي تلاحق علمهم في "ادارك" يقولون: الله - تبارك وتعالى - يصف حالهم أنهم ليس لهم علم في الآخرة، ولا إيمان صحيح، وأنهم تلقوا التكذيب من آبائهم، والذين يقولون: استوى علمهم بمعنى أنه لا علم للخلائق بالآخرة - بمعنى وقت الوقوع - نظروا إلى ما قبلها قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ۝ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ يعني استوى علمهم بالآخرة، ما المسئول عنها بأعلم من السائل فتجد أن أهل العلم من يرجح بقرينة من الآيات قبلها، وبعضهم قد يرجح بقرينة بعدها، والآية تحتمل هذا وهذا - والله تعالى أعلم -، والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة.