هذه الرواية فيها ضعف في الإسناد، وهنا فيه إشكال قد يرد في المراد بـطسم المائتين، فإذا كان المراد الآيات فعدد آياتها 87 آية، وربما يكون المراد سورة الشعراء لأنها 227 آية، وهي مبدوءة بهذا طسم كما يقال: ألم السجدة مثلاً، فقد جاء هذا موضحاً في رواية لهذا الأثر عند أبي نعيم في الحلية قال: طسم الشعراء بدون ذكر المائتين، وعليه فهل ذكر الحديث أو الأثر هنا في هذا الموضع في سورة القصص ليس في محله، وإنما كان الأولى أن يوضع في سورة الشعراء؟، مع أن ابن كثير - رحمه الله - وجماعة من المفسرين ذكروا هذا الأثر، ووضعوه في هذه السورة، ولم يضعوه في سورة الشعراء، وكأنهم تتابعوا على هذا يعني: كتب التفسير تستفيد من بعضها، فتقع بعض الأشياء أحياناً ينقلها بعضهم عن بعض، فتجد هذا مع أن الذين ذكروه ليسوا بكثير، لكن ذكروه في هذا الموضع كما في مثل كتاب "الدر المنثور"، وفي "فتح القدير" للشوكاني، وعامة المفسرين ما ذكروا هذا الأثر أصلاً، ثم لو صح هذا الأثر فإنه يدل على أن ابن مسعود ما كان يحفظ كل القرآن، وإن قال بعض أهل العلم: لعله قصد أنه ما تلقاها من رسول الله ﷺ مباشرة، فأرشدهم إلى خبّاب مع أن ظاهره لا يدل على هذا.
- رواه أحمد في المسند، برقم(3980)، وقال محققوه: صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.