الخميس 10 / ذو القعدة / 1446 - 08 / مايو 2025
سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال تعالى: سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ أي: هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عما هم فيه أن أهل الإيمان يسلطون عليهم ويقهرونهم، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا أي: وسنة الله في ذلك لا تُبدل ولا تغير.

وهذا الأمر لا يقيسه الإنسان بيوم ولا بسنة ولا بسنتين أو سنوات، ولكن سنّته - تبارك وتعالى - ماضية، وإذا أردت أن ترى هذه السنة فهي ظاهرة في هذه الأيام التي أدركنا فيها شيئاً لربما كان الإنسان يقوله من قبل، بأن سنة الله جارية، وأن ذلك لا يقاس بسنة أو سنتين أو ثلاث، ولكن العاقبة للمتقين، وأن نهاية المنافقين والظالمين والمجرمين تكون وخيمة وتعيسة، وقد رأى الناس من ذلك ما لم يخطر لهم على بال، ولا يدور في خيال، من كان يتصور أن هؤلاء، أكبر من يحارب الحجاب في هذا العصر لا نعلم أحداً يحارب الحجاب كهذا الهالك الذي فر طريداً شريداً من تونس، حاربه غاية المحاربة، ومنع الحجاب واعتبره جريمة، ثم بعد ذلك كانت عاقبته ما رأى الناس أجمعون، وانتشر الحجاب وصار الناس يتهافتون عليه، وهذا شيء نعلمه، والحمد لله هو حاصل بكثرة، وخيب الله مساعيه، وتبرأ منه أولياؤه، وتركوه يلاقي مصيره الذي رآه العالم، ورأيتم حال غيره وما حل بهم وما أنزل الله بهم من بأسه، وما كان يظن أحد أن هؤلاء العتاة يصيرون إلى ما صاروا إليه، ولكن مقتضى معاني أسمائه الحسنى - تبارك وتعالى - أن يقع ذلك ولو بعد حين، فإن الله يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ الظالم لم يفلته، فأخذه شديد، فالحمد لله على آلائه ونعمائه.