في قوله: جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قال: هي المعجزات الباهرات والأدلة القاطعات وَبِالزُّبُرِ قال: هي الكتب، وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ أي الواضح البين هذه ثلاثة أشياء ذكرها الله -تبارك وتعالى- وهكذا فسرها الحافظ - رحمه الله - وبعضهم يقول: الزبر يعني الكتب أو الصحف المكتوبة، كصحف إبراهيم، وقد مضى في بعض المناسبات في الكلام على معنى الزبور، فالصحف المكتوبة بعضهم يقول: هي المرادة بقوله: وَبِالزُّبُرِ وأن الكتاب المنير مثل التوراة والإنجيل وهذا لا يتضح فيه الفرق، - والله تعالى أعلم -، والتوراة مكتوبة إلا إن أرادوا أنها كتبت بعد ذلك، وأما قوله: وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ يقول: كالتوراة والإنجيل، وبعضهم يقول: إن البينات هي المعجزات كما قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وإن الزبر هي الكتب ذات المواعظ أخذاً من كون الزبور كما هو مشهور فيه مواعظ وما شابه ذلك، وإن الكتاب المنير هو الذي يحوى الشرائع والأحكام، وابن جرير فسر البينات بالحجج الواضحات كما قال الحافظ ابن كثير هنا، وفسر الزبر بالكتب التي هي من عند الله - تبارك وتعالى -، والكتاب المنير أي منير لمن تدبره أنه الحق وهذا أوضح ما قيل فيما وقفت عليه في تفسير هذا الموضع، - والله تعالى أعلم -، بِالْبَيِّنَاتِ يعني الآيات والحجج الواضحات، والزبر الكتب التي أنزلها الله - تبارك وتعالى - على رسله وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ يعني أنه موضح للحق مبين له يجليه ولا يترك فيه لبساً فهو منير لمن أقبل عليه وتدبره، والله أعلم.