"فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلا تَذَكَّرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ [سورة الصافات:149-160].
يقول تعالى منكرًا على هؤلاء المشركين في جعلهم لله البنات - سبحانه -، ولهم ما يشتهون أي: من الذكور، أي: يَودّون لأنفسهم الجيد وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ [سورة النحل:58] أي: يسوءه ذلك، ولا يختار لنفسه إلا البنين، يقول تعالى: فكيف نسبوا إلى الله - تعالى - القسم الذي لا يختارونه لأنفسهم؟ ولهذا قال: فَاسْتَفْتِهِمْ أي: سلهم على سبيل الإنكار عليهم: أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ كقوله: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى [سورة النجم:21-22]".