الأحد 25 / ذو الحجة / 1446 - 22 / يونيو 2025
طَلْعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ أي: أصل منبتها في قرار النار، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُُوسُ الشَّيَاطِينِ تبشيع لها، وتكريه لذكرها.

وإنما شبهها برؤوس الشياطين؛ وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين؛ لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر".

هذا صحيح، والعرب وغير العرب يشبهون الشيء الذي يكون غاية في القبح برؤوس الشياطين مع أنهم ما رأوهم، كما أنهم يشبهون أو يمثلون الشيء الذي يكون في غاية الكمال، والجمال بالملَك، كما قال النسوة لما رأين يوسف ﷺ: مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [سورة يوسف:31] مع أنهن ما رأين الملَك، فالعرب تشبه الشيء القبيح جداً بالشياطين، وبعضهم يقول: رؤوس الشياطين المقصود بها هنا نوع من الحيات لها رؤوس، وأعراف برؤوسها؛ هي في غاية القبح، وهذا يقول به بعض أصحاب المعاني كالزجاج، والفراء كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، وبعضهم يقول: هذا نبت معروف قبيح في اليمن، والأول هو الأرجح أن رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ الشياطين المعروفة، والقرآن لا يفسر بغير الظاهر المتبادر إلا بدليل يجب الرجوع إليه، لكن فيما يتصل بالنبات الذي يكون في اليمن من أراد أن يرى عجائب النباتات في الدنيا فذلك موجود في اليمن في ناحية يقال لها: سقطرة، فيها نباتات عجيبة جداً؛ إذا نظرت إليها تعجب أن هذا يكون من جنس النبات، نباتات نادرة في العالم.