الثلاثاء 08 / ذو القعدة / 1446 - 06 / مايو 2025
فَأَقْبَلُوٓا۟ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قوله هاهنا: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ: قال مجاهد وغير واحد: أي يسرعون".

يعني هذا الآن هم عبدة الأوثان قوم إبراهيم ﷺ وليست الأصنام؛ أقبلت عليه بعدما ضربها؛ لأنها تكسرت، وتهاوت، وإنما المقصود أن هؤلاء العبدة لهذه الأصنام أقبلوا إليه يزفون قال: أي يسرعون، وبعضهم فسرها يقول: يمشون، وبعضهم يقول: يرعدون من الغضب، والحنق، جاءوا في حال من الهيجان، والتوتر، وبعضهم كمجاهد يقول: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ يختالون إليه، وبعضهم يقول: بين العدْو والمشي، يسرعون في المشي وهذا هو المشهور أن قوله: يَزِفُّونَ بمعنى يسرعون، جاءوا إليه في حال من الإسراع بما حل بمعبوداتهم، يعني جاءوا يتدافعون، ويتعادون إليه بسرعة لهول ما شاهدوه.

"وهذه القصة هاهنا مختصرة، وفي سورة الأنبياء مبسوطة، فإنهم لما رجعوا ما عرفوا من أول وهلة مَن فعل ذلك حتى كشفوا، واستعلموا، فعرفوا أن إبراهيم هو الذي فعل ذلك".

يعني هم هناك كما قال الله - تبارك وتعالى - عن قيل بعضهم: سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ [سورة الأنبياء:60] لما قالوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا؟ [سورة الأنبياء:59] فكان الجواب من بعضهم سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يعني يذكر هذه الآلهة بسوء، مَن الذي سيجترئ عليها وهي آلهة في اعتقادهم؟ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ يذكر هذه الآلهة؛ لأنها لا تنفع، ولا تضر، وأنها ليست بآلهة حقيقية إذاً من الذي سيفعل هذا؟ والقرينة عندهم الأخرى غير ذكر إبراهيم ﷺ لهذه الآلهة بالذم، والعيب؛ أنه تخلف عن عيدهم فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ إذاً هو كان ينوي أمراً قد بيَّته لهذه الآلهة، فجاءوا فشاهدوا ذلك، فعرفوا أنه إبراهيم ﷺ، ولهذا سألوه: أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟ [سورة الأنبياء:62] هم يسألون، ويستوضحون؛ ليتحققوا من هذا الظن الذي ظنوه، والأمارات، والقرائن التي عرفوها أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ؟