"قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإ الأعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ [سورة ص:65-70].
يقول تعالى آمراً رسوله ﷺ أن يقول للكفار بالله المشركين به، المكذبين لرسوله: إنما أنا منذر لست كما تزعمون وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ أي: هو وحده قد قهر كل شيء، وغلبه رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا أي: هو مالك جميع ذلك، ومتصرف فيه الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ أي: غفار مع عزته، وعظمته.
قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أي: خبر عظيم، وشأن بليغ؛ وهو إرسال الله - تعالى - إياي إليكم".
أو ما أنذرتكم به من العقاب ما بينته لكم من التوحيد، وبعضهم يحمل ذلك على القرآن، هذا قاله جماعة من السلف نَبَأٌ عَظِيمٌ يعني: هذا القرآن، وهذا يتضمن ما قبله؛ لأن القرآن فيه إرسال النبي ﷺ وهو وحي من الله له، وكذلك فيه هذه النُّذر التي هذا الموضع منها، وهذا الأخير أنه هو القرآن هو اختيار ابن جرير قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ يعني: هذا القرآن وما تضمنه من خبر عن صفة النار، وأهلها، وما يحصل من خصام، وما فيه من الدعوة إلى الإيمان، والتوحيد.