يعني هذا يتعلق بما حصل من هذه المجاوبة والحوار بالملأ الأعلى في شأن آدم ﷺ فهي الآيات التي فصلها الله بعد ذلك، وهنا قال الله : إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ أي: مبين لكم إنذاره إياكم، مُّبِينٌ مبين لكم إنذاره إياكم، ومبين تأتي بمعنى "بيّن" أي بيّن النذارة، فتكون قاصرة، بيّن النذارة ظاهر واضح؟، وتأتي بمعنى متعدٍّ، يعني مبين للحق، والهدى، والرشاد وما إلى ذلك، فعلى الأول قول كعب بن زهير في بردته المعروفة:
قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها | عِتقٌ مُبِينٌ وفي الخديْن تسهيلُ |
عتق مبين أي: عتق بيّن، وظاهر، في صفة هذه الناقة، عتق مبين وفي الخديْن تسهيل.
وعلى المعنى الثاني: مبين يعني مبين لغيره، هذا أصل مادة "بان" تأتي لهذا وهذا.