السبت 09 / محرّم / 1447 - 05 / يوليو 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَظَلَمُوا۟ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم أخبر تعالى عن حكمه في الكافرين بآياته، وكتابه، ورسوله، الظالمين لأنفسهم بذلك، وبالصد عن سبيله، وارتكاب مآثمه، وانتهاك محارمه؛ بأنه لا يغفر لهم وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً [سورة النساء:168] أي سبيلاً إلى الخير.
إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ [سورة النساء:169] وهذا استثناء منقطع خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا الآية [سورة النساء:169]".

يقول تعالى عن الكافرين إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً [سورة النساء:168] أي: لن يهديهم سبيلاً إلى الخير، والهدى، والإيمان أو التوبة، ثم قال: إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ [سورة النساء:167-168] قال ابن كثير: "وهذا استثناء منقطع" وهو كذلك؛ لأن هداية هؤلاء إلى جهنم ليست من الهداية المنفية عنهم في الآية السابقة، بمعنى أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، لكن إذا قلنا: إن الاستثناء وقع من الطريق، فالطريق تحمل على أعم الأحوال، فيكون على هذا من قبيل الاستثناء المتصل، والله أعلم.
وهذه الآية في الكافرين الذين أصرُّوا على الكفر، وماتوا على ذلك؛ وإلا فإن الله  قد هدى طوائف من الكفار ممن كانوا في غاية المحاربة لرسوله ﷺ، وما جاء به، وهذا الجواب يقال في نظائر هذه الآية مما نفى الله  فيها الهداية عن أقوام ذكر أوصافهم كقوله تعالى:وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [سورة البقرة:258]، وكقوله: وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [سورة البقرة:264]، وكقوله: وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [سورة المائدة:108]، وهذا يحمل على الذين يصرون على هذه الصفات ممن سبق في علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون.