يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بأخذ الحذر من عدوهم، وهذا يستلزم التأهب لهم بإعداد الأسلحة، والعدد، وتكثير العدد بالنفير في سبيله.
ثُبَاتٍ أي: جماعة بعد جماعة، وفرقة بعد فرقة، وسرية بعد سرية، والثبات: جمع ثُبَة، وقد تجمع الثبة على ثُبين.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - قوله: فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ [سورة النساء:71] أي: عُصبا يعني: سراياً متفرقين أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا [سورة النساء:71] يعني: كلكم.
وكذا رُوي عن مجاهد، وعكرمة، والسدي، وقتادة، والضحاك، وعطاء الخراساني، ومُقاتل بن حَيَّان، وخُصَيف الجَزَري."
أي أن المقصود بقوله: فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا [سورة النساء:71] أي بحسب المصلحة والحاجة، فقد تكون المصلحة في قتال العدو أن ينفروا إليه مجتمعين بجيش عرمرم، وقد تكون المصلحة في نفورهم مجموعات صغيرة لئلا يظفر بهم العدو، وذلك أن القوة أحياناً تكون بالتفرق وأحياناً تكون بالاجتماع، قال يعقوب لأبنائه: يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ [سورة يوسف:67].