هنا جواب على سؤال وهو أن فرعون قال - لما تشاور هو والملأ وخرجوا بهذه النتيجة -: اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ هذا قرار جديد بعدما جاءه موسى ﷺ داعيًا، ومعلوم أن موسى ﷺ حينما ولد كان فرعون أيضًا يقتل الصبيان الذكور ويبقي الإناث، ولهذا ألقته أمه في اليم بأمر الله - تبارك وتعالى - ووحيه، والسؤال الذي يرد هو أن تقتيل الأطفال، تقتيل هؤلاء الأبناء الذكور إنما كان خشية أن يأتي من يكون ذهاب ملك فرعون على يده كما أُخبر فرعون بذلك - والله تعالى أعلم- ، إضافة إلى الأمر الآخر أن ذلك لإضعاف هؤلاء، وكما سبق من أنهم كانوا يقتلون المواليد سنة ويتركونهم سنة، قالوا: من أجل أن قوم فرعون خافوا إذا قتل جميع الولدان فإن الفراعنة سيضطرون إلى مزاولة الأعمال والمهن الدنيئة التي كانوا يكلونها إلى الإسرائيليين، قالوا: من سيقوم بهذا؟ نحن سنضطر إلى هذا الشيء، فكان يقتل سنة ويترك سنة، وهارون ﷺ كان في السنة التي لا يقتل فيها الأبناء، وموسى ﷺ في السنة الأخرى التي يقتلون فيها، فأوحى الله إلى أمه أن تلقيه في اليمّ، وكان ما كان، هذا في القتل الأول، وهنا لما جاءه موسى ﷺ أعادوا القرار نفسه أن يُقتل هؤلاء الأبناء وتُستحيا النساء، يعني تبقى حية من أجل أن تقوم بالخدمة لدى القبط، إذاً وقع ذلك مرتين هذا هو الشاهد، فهذه الآية في المرة الثانية التي وقع فيها الأمر بتقتيل الأولاد، كان ذلك إبان ولادة موسى ﷺ، وكان بعدما جاء موسى لدعوة فرعون، فهذا هو الجواب عن هذا السؤال.
هنا عبارة ابن كثير: فكان لأجل الاحتراز من وجود موسى أو لإذلال هذا الشعب وتقليل عددهم أو لمجموع الأمرين، وأما الأمر الثاني فللعلة الثانية ولإهانة هذا الشعب.
كلمة شعب في هذا الاستعمال أي أهل البلد، وقد لا تعرف في لغة العرب، يعني هل هي كلمة عربية فصيحة؟ يقال: الشعب المصري مثلًا كما يستعمل اليوم، قد لا يعرف هذا في لغة العرب فيما أعلم، ولكنه مستعمل، فهذا ابن كثير - رحمه الله - يستعملها، يعني ليست من العبارات المحدثة في العصر الحديث، بل كانت موجودة قبل قرون، فهذا ابن كثير - رحمه الله - يستعمل هذه العبارة فيما يستعملها به الناس اليوم، يعني ترتيب الناس حينما يقال مثلًا: شعب وقبيلة وبطن وفخذ وعشيرة أو غير ذلك من التقسيمات التي تذكر، الشعب هناك ليس المقصود به ما يستعمل به اليوم، وإنما هو شيء أكبر من القبيلة، ما فوق القبيلة، فهذا يقال له: شعب، وليس أهل البلد على اختلاف قبائلهم وأنسابهم وما إلى ذلك، فترتيب الناس من جهة القبيلة وما دونها وما فوقها لا يراد به ما نستعمله به اليوم.
فكلمة شعب اليوم تقال: للمجتمعين في بلد معين، يقال الشعب الفلاني، أهل البلد من عربهم وعجمهم على اختلاف أصولهم وأنسابهم وألسنتهم وأديانهم، هذا لا أعرف له أصلًا في لغة العرب بهذا الإطلاق، ولكن لفظة الشعب التي وردت في لغة العرب في التسلسل القبلي فذلك يقال في تسلسل معين محدد يطلق على مراتب ودرجات من حيث الكثرة والقلة، وله تفسير محدد معين، فعندنا حينما نقول مثلًا: قريش قبيلة قريش من أين؟ من كنانة مثلًا، وكنانة من مضر، فمضر شعب، وقريش قبيلة، وبنو هاشم ممكن أن يكونوا فخذاً، وهكذا حينما تقول: القبيلة الفلانية، قبيلة من القبائل، قبيلة عتيبة هذه قبيلة، والبطن أو الفخذ ما دون ذلك يعني تقول مثلًا أسعدِي التي أكبر منها أعتقد قبيلة عتيبة، يعني مثلًا تنقسم إلى قسمين كبيرين هذا بطن، كل قسم ينقسم إلى أقسام هذا يسمى فخذ تدريج يعني فهمتم هذا؟ إطلاق الشعب على ما نطلقه اليوم على أخلاط الناس في بلد، على المنتسبين إلى بلد، على النازلين في بلد، الساكنين في بلد لا أعرف لهذا أصلاً في لغة العرب، إنما الذي ورد عندهم الشعب هذا في التسلسل القبلي، يعني هو أكبر من القبيلة في النسب، تسلسل في النسب، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا [سورة الحجرات:13]، فيه خلاف في تفسيره، وقد مضى الكلام على هذا شعوبًا وقبائل، بعضهم قال: الشعوب هم العجم، والقبائل هم العرب، وبعضهم يقول غير ذلك، بعضهم يفسر الشعب بما هو أكبر من القبيلة كما سبق.
قوله: الأمر بعد الأمر هل هو يقصد هذه الآية أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا؟ نعم يقصد الآية التي هو يفسرها، اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ هذا الأمر الأول، وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ فقتل الأولاد لإضعافهم، يبقون ضعفاء تحت السيطرة، والنساء من أجل الإهانة والخدمة، ولهذا فإن إبقاءهن كما يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -: ليس إكرامًا ولا رعاية للحقوق، ولا رأفة بالمرأة، وإنما هذا الإبقاء هو نظير القتل؛ لأن الله ذكرهما معًا في الامتنان على بني إسرائيل لما نجاهم من فرعون يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ [سورة الأعراف:141] استحياء النساء هنا قد يقول قائل: طيب واستحياء النساء هذا جيد أنها تبقى حية، لا، هي لا تبقى حية للحياة الكريمة، إنما يبقونها حية ليمتهنوها ويبتذلوها فتشتغل عند عدوها بالأعمال المهينة وتُستذل، فهذا لربما كان القتل أسهل منه حينما يرى بنته تذهب إلى عدوه فيذلها ويهينها ويسخرها وتشتغل عنده فيما يأنف منه هذا العدو ويترفع عنه، فهذا بلاء لا يقل عن قتل الأبناء، ولهذا امتن عليهم بالأمرين، نجاهم من هذا الذي تسلط عليهم بالتقتيل والتنكيل فهذه نعمة الله - تبارك وتعالى -، وينبغي على أهل هذا الزمان فيمن نجاهم الله من هؤلاء الفراعنة أن يعرفوا قدر هذه النعمة وأن يحمدوا الله عليها، وتعجب حينما ترى هذا الاختلاف بينهم والتفرق والتشرذم والتراشق وما إلى ذلك في قضية لربما يمكن أن يحتمل الخلاف فيها، ولكن البلاء حينما يتكلم من لا يحسن في مثل هذه القضايا، تتحدث شرقًا ويأتيك الرد غربًا، هو ما فهم أصلًا محاور الكلام حينما تقول: هذا أخف الضررين، يقول لك: متى صار الكفر أخف الضررين؟ نقول: نحن لا نتكلم عن الكفر أنه أخف الضررين، نحن نتكلم عن كفر يمكِّنك من أن تدعو إلى الله، وأن تعمل، وأن تبقى طليقًا تعبد الله وأنت في غاية الراحة كما فعل المسلمون حينما ذهبوا إلى أرض الحبشة عند قوم كفار، وكانت هجرة شرعية، ولذلك فإن الهجرة ليست النوع الذي يذكره فقط الفقهاء وهو الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، الهجرة أن ينتقل الإنسان من بلد لا يستطيع أن يعبد الله فيها إلى بلد يستطيع أن يعبد ربه فيها سواء كانت بلد كفر أو بلد إسلام، هذه الهجرة الشرعية، ولهذا الهجرة إلى الحبشة لم تكن إلى أرض إسلام كانت إلى بلاد كفار، ولكنها هجرة شرعية، فالقضية هي أن يكون الإنسان بين كفر -أعني به الديمقراطية- وألا تنفرد الشريعة في الحكم على الناس، هذا كفر، والقوانين لا يجوز أن تحكم في رقاب الناس، القوانين المخالفة للشرع، ولا يجوز أن يحكم غير شرع الله ، والديمقراطية هي ضرب من ضروب الكفر، هذا معلوم، لكن هناك كفر آخر سيصليهم بالحديد والنار، ولا يستطيعون عبادة الله على الوجه الصحيح، ويملأ بهم السجون، ويسومهم الخسف والذل، ويعذبهم بأشد أنواع العذاب والنكال، بكل صنوف الأذى، ولعلكم رأيتم بعض الصور القديمة أيام سيئ الذكر الهالك عبد الناصر يطلقون عليهم الكلاب وهم مقيدون في السجن تنهشهم، فهذا كفر أسوأ وأشد من هذا الكفر الذي يطلق لهم الحرية في أن يعبدوا الله ويتقربوا إليه بما يريدون، هذا معنى أخف الضررين، وليس أن الكفر هو أخف الضررين، ليس هذا المراد، ولكن ما تفعل بمن يأتي بها من ناحية أصلًا ليست هي محل البحث ولا الكلام، ويعترض بمثل هذه الاعتراضات الباردة التي لا يمكن أن تصدر ممن يعرف ما يقول، يقول: متى صار الكفر أخف الضررين؟ نحن لا نقول: إن الكفر أخف الضررين، نحن نقول: الكفر مراتب، هناك كفر يحرقكم بالنار في الدنيا، وكفر يترككم تعبدون الله ماذا تفعل؟ وهذه القضية ليست جديدة، بعد الحرب التي في البوسنة أقيمت انتخابات كان المرشحون "علي عزت" - وأعلن أنه سيكون دولة علمانية تحكم بالديمقراطية إلى آخره -، ورجل من الصرب ورجل شيوعي، ورجل كرواتي أصله من الكروات الذين في البوسنة، جاءت الانتخابات فجاء الدعاة هل ندخل في هذه الانتخابات؟ هل نرشح "علي عزت" أو لا؟ اختلفوا، هؤلاء يقولون: إن رشحتموه وهو يقول: إنه سيقيم دولة علمانية ديمقراطية فأنتم اخترتم الكفر بأنفسكم، ومن أقر الكفر واختاره فهو كافر، القضية ليست بهذه المعادلة، إذاً ما هو الحل؟ ما هو البديل شيوعي أو صربي يسومكم الخسف والذل، وما جفت أسلحتهم من دمائكم؟ ماذا تفعلون؟ هنا ارتكب الأخف من الضررين، وارتكاب أخف الضررين لا يتقيد بمسألة الإكراه وعدم الإكراه، ويقول: أنا عندي حرية، وأختار ما أختار، ليس هذا فقه المسألة أصلًا، عندنا مسألة إكراه هذه يرتفع معها التكليف بنوعيه، الإكراه الذي يسلب الإرادة تأخذ إنساناً وتربطه، تُؤخذ امرأة وتُوثق يُزنى بها، هذا يرتفع به التكليف، تفتح فمه وتصب فيه الخمر، ارتفع التكليف هنا، صومه صحيح، وهذه المرأة لا حرج عليها، هناك نوع إكراه حكمي فهذا يرتفع معه التكليف، وإن كان يستطيع الإنسان أن يمتنع لكن البديل هو ضرر معتبر كالقتل مثلًا فهذا يرتفع عنه التكليف ليس عليه حرج، وهناك مسائل الضرورة فهنا تحصل معها الإباحة، "الضرورات تبيح المحظورات"، تباح له الميتة، يباح له الخمر وما إلى ذلك في حال الضرورة، وهناك حالة أخرى يقال لها: "ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما"، هذه فيها مجال للاختيار، لكن اختيار الفقهاء الذين يقدرون أنواع الضرر، ويقدرون أخف الضررين، ويقدرون أعلاهما فهنا كما قال في المراقي:
وقدِّم الأخفَّ من ضُرَّيْن | وخيرِّنْ لدى استِوا هذين |
يعني حينما تتساوى المصلحة والضرر، هذا مأخذ المسألة، تطرق المسألة من هنا ويأتيك الجواب من جهة أخرى ليست هي محل البحث أصلًا، وليست هي المفصل الذي جرى الحديث فيه، فأحيانًا تفكر تقول: يا ليت الأقلام تكسر ما دامت هذه الفهوم وهذه العقول، أصبح الإنسان يعيش حتى يرى أنواع الجهالات، يجترئ أصحابها، ويتكلمون، ويردون وبسوء أدب، وعبارات جافة هذا لا يليق، فالكلام في هذه المسألة مأخذها ارتكاب أخف الضررين، وإلا فليس الكفر أخف الضررين، ولكن هناك كفر وهناك كفر آخر، كفر آل فرعون هذا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا أنا أتعجب ما رأيت في العالم من أوله إلى آخره أحداً في أيام الترشيح والانتخابات يهدد الناس مثل هذا الخائب شفيق، ومن معه صاحب البرداعة والفلول المتجمعة، ومن يعاونهم من المنافقين، يهددون الناس، وقت الترشيح المرشح يعطيهم الشمس في يد والقمر في يد؛ ليحصّل أكبر قدر من المؤيدين والأصوات، لكن هؤلاء يهددون في أوقات الترشيح، إذا تمكنوا ماذا سيفعلون؟ هم قالوها، قالوا: سنعيدهم إلى السجون! تريد أكثر من هذا؟! نسأل الله العافية.
وهذا أصل كبير قرره القرآن، فلما توعد فرعونُ بتقتيل الأولاد إلى آخره ماذا قال الله - تبارك وتعالى؟ ماذا أجاب؟ ماذا حكم ربنا - تبارك وتعالى؟
هنا الجواب محكم: وهو قاعدة لا يمكن أن تتبدل قال: وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ، ولم يقل: "وما كيد فرعون إلا في ضلال" فرعون انتهى، لكن المقصود كل الكافرين الذين يكيدون للحق وأهله فإن كيدهم في ضلال، والضلال هو الذهاب والاضمحلال في أصل معناه، يعني أن كيدهم مضمحل ذاهب، كما قال الله - تبارك وتعالى -: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ [سورة الأنفال:36]، فهذه النفقات الطائلة والمليارات التي يقدمونها ويبذلونها للصد عن سبيل الله اطمئنوا تمامًا هي ذاهبة فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ هذا متى؟ هذا في الدنيا قبل الآخرة، في الآخرة: وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ [سورة الأنفال:36-37] فتوجد محرقة في الدنيا ومحرقة في الآخرة، فهذا حكم الله - تبارك وتعالى - وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ، وهذا لا يختص بفرعون جاء الحكم عامًا، ولهذا فإن القاعدة في هذا كما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - في "القواعد الحسان" أن الله حينما يذكر قضية خاصة، ويقصد بعد ذلك أن يكون الحكم عامًا يختم الآية بالحكم العام؛ ليشمل هؤلاء وغيرهم.
كل الكافرين فإن سعيهم وكيدهم في ضلال ذاهب مضمحل، ولا أدل على هذا من الواقع، انظر للتنصير مثلًا إذا قرأت الأرقام أعداد المفرغين، وأعداد الأطباء، وأعداد الطائرات، والأرقام الخيالية الفلكية التي لا تستطيع أن تقرأها، الميزانيات والأرصدة تقول: ما هذا؟ هؤلاء سيحولون من على وجه الأرض إلى نصارى، وإذا نظرت إلى الواقع مع الجهود الضعيفة للمسلمين، والحصار المحكم على هذه الجهود والتبرعات، وما إلى ذلك ثم الإسلام باعترافهم هم الرئيس الأمريكي يعترف أن الإسلام هو الأول في الانتشار في العالم، ثم يعقب هذا الاعتراف اعتراف بابا الفاتيكان، وأن عدد المسلمين زاد على عدد النصارى في العام الماضي، يعني ليس عدد الداخلين، وعدد المسلمين على وجه الأرض لأول مرة يزيد على عدد النصارى، مع الجهود الضخمة، ومع ذلك الواحد إذا أراد أن يقدم مساعدة أو لبرنامج دعوي أو نحو ذلك كأنه سارق أو لص يخوفون الناس، ومع ذلك هذا الانتشار للإسلام والدخول فيه، وكلما أرادوا كيدًا لهم أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فكان ذلك سببًا لإقبال الناس للتعرف على الإسلام، والدخول فيه أفواجًا، وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ فلا حاجة للإنسان أنه يصدِّع رأسه وينظر في هذه الميزانيات الضخمة والمليارات التي للكنيسة أو نحو ذلك فيصيبه شيء من الإحباط واليأس، نحن عندنا هذا الأصل وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ فكلما ضاق الصدر باستعراض أو سماع أو رؤية هذه الجهود الجبارة التي يبذلونها للكيد لدين الله تذكر هذا الأصل الكبير والقاعدة العظيمة وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ هذا في الدنيا.