الثلاثاء 08 / ذو القعدة / 1446 - 06 / مايو 2025
وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِى ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُوا۟ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ ٱلْعَذَابِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ لما علموا أن الله لا يستجيب منهم ولا يستمع لدعائهم بل قد قال: اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [سورة المؤمنون:108] سألوا الخزنة - وهم كالسجانين لأهل النار - أن يدعوا لهم الله تعالى أن يخفف عن الكافرين ولو يومًا واحدًا من العذاب، فقالت لهم الخزنة رادين عليهم: أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ أي: أوَمَا قامت عليكم الحجج في الدنيا على ألسنة الرسل؟، قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا أي: أنتم لأنفسكم، فنحن لا ندعو لكم ولا نسمع لكم، ولا نود خلاصكم ونحن منكم برآء، ثم نخبركم أنه سواء دعوتم أو لم تدعوا لا يستجاب لكم، ولا يخفف عنكم، ولهذا قالوا: وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ أي: إلا في ذهاب ولا يُتقبل ولا يستجاب.

الضلال هنا يفسر بالذهاب، يعني هذا أصل معناه اللغوي، الضلال في الأصل بمعنى الذهاب، ضل الماء في اللبن بمعنى اضمحل، وكذلك:

فآبَ مُضلوه بعينٍ جليةٍ وغُودر بالجولان حزمٌ ونائلُ

آب مضلوه أي دافنوه، وهكذا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ [سورة السجدة:10] يعني ذهبت أجسادهم وتحللت في التراب، وغير ذلك من المواضع، هي بمعنى الذهاب، وكما مضى أيضًا في قوله - تبارك وتعالى -: إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ [سورة يوسف:95] يعني في ذهابك عن الحق في شأن يوسف ، فهنا يفسر بالمعنى اللغوي، وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ أي: ذاهب لا أثر له.