قوله - تبارك وتعالى -: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ الأغلال جمع غُل، وهو ما يربط في العنق، إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ، يعني يُسحبون بهذه السلاسل، وفي قراءة غير متواترة: يَسْحَبُونَ يعني أن هذه السلاسل في حال من الطول يَسحبونها، ولكن الأظهر أنهم يُسحبون بها، والله - تبارك وتعالى - قال: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [سورة الحاقة:32] سبعون ذراعًا أي خمسة وثلاثون متراً تقريبًا، وقد تكلم أهل العلم على معنى فَاسْلُكُوهُ، فبعضهم يقول: تدخل هذه من ناحية في جسده وتخرج من ناحية أخرى - نسأل الله العافية -، يعني تدخل من فمه وتخرج من دبره، وإِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ، يسجرون ذكر أهل العلم لها معنيين:
الأول: قالوا: هو من سجَرتُ التنور يعني أوقدتُه.
والثاني: سجَّرتُه بمعنى ملأتُه بالوقود، ويكون على الأول "يسجرون" يعني توقد بهم النار، يكونون هم وقود النار، وهذا المعنى يدل عليه قوله - تبارك وتعالى -: فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[سورة البقرة:24]، فالنار توقد بهؤلاء الناس، وهذا الذي قال به مجاهد، ومقاتل واختاره ابن جرير - رحم الله الجميع.
والمعنى الثاني: تُملأ النار بهم، والله - تبارك وتعالى - وعد كلًّا من الجنة والنار بملئها، أنها تملأ، والنار لا يزال يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ وبين المعنيين نوع ارتباط، يُسْجَرُونَ يعني توقد النار بهم، والمعنى الثاني: هو أنها تُملأ، سجّرت النار ملأتها بالوقود، تُملأ النار بهم، فهذا كله حاصل لهؤلاء توقد بهم النار، وتملأ النار بهم، لكن المعنى الأول هو الأظهر وهو الأشهر، ويدل عليه كما سبق قوله - تبارك وتعالى -: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.
وقوله : إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ أي: متصلة بالأغلال بأيدي الزبانية، يسحبونهم على وجوههم تارة إلى الحميم، وتارة إلى الجحيم؛ ولهذا قال تعالى: فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [سورة غافر:72]، كما قال - تبارك وتعالى -: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [سورة الرحمن:43-44]، وقال تعالى بعد ذكر أكلهم الزقوم وشربهم الحميم: ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ [سورة الصافات:68]، وقال : وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ [سورة الواقعة:41-44] إلى أن قال: ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [سورة الواقعة:51-56]، وقال : إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ [سورة الدخان:43-50] أي: يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ، والتحقير والتصغير، والتهكم والاستهزاء بهم.
قوله - تبارك وتعالى -: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ الأغلال جمع غُل، وهو ما يربط في العنق، إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ، يعني يُسحبون بهذه السلاسل، وفي قراءة غير متواترة: يَسْحَبُونَ يعني أن هذه السلاسل في حال من الطول يَسحبونها، ولكن الأظهر أنهم يُسحبون بها، والله - تبارك وتعالى - قال: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [سورة الحاقة:32] سبعون ذراعًا أي خمسة وثلاثون متراً تقريبًا، وقد تكلم أهل العلم على معنى فَاسْلُكُوهُ، فبعضهم يقول: تدخل هذه من ناحية في جسده وتخرج من ناحية أخرى - نسأل الله العافية -، يعني تدخل من فمه وتخرج من دبره، وإِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ، يسجرون ذكر أهل العلم لها معنيين:
الأول: قالوا: هو من سجَرتُ التنور يعني أوقدتُه.
والثاني: سجَّرتُه بمعنى ملأتُه بالوقود، ويكون على الأول "يسجرون" يعني توقد بهم النار، يكونون هم وقود النار، وهذا المعنى يدل عليه قوله - تبارك وتعالى -: فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [سورة البقرة:24]، فالنار توقد بهؤلاء الناس، وهذا الذي قال به مجاهد، ومقاتل واختاره ابن جرير - رحم الله الجميع.
والمعنى الثاني: تُملأ النار بهم، والله - تبارك وتعالى - وعد كلًّا من الجنة والنار بملئها، أنها تملأ، والنار لا يزال يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ وبين المعنيين نوع ارتباط، يُسْجَرُونَ يعني توقد النار بهم، والمعنى الثاني: هو أنها تُملأ، سجّرت النار ملأتها بالوقود، تُملأ النار بهم، فهذا كله حاصل لهؤلاء توقد بهم النار، وتملأ النار بهم، لكن المعنى الأول هو الأظهر وهو الأشهر، ويدل عليه كما سبق قوله - تبارك وتعالى -: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ.