وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ النَّعمة بالفتح هي التنعم، وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ [سورة المزمل:11] يعني أهل التنعم، وأما النِّعمة بالكسر فتقال للمنة، وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ [سورة الشعراء:22]، وتقال أيضًا لما تُعطاه من النعم كالعافية والمال والولد وما أشبه ذلك مما أنعم الله به عليك، ولهذا يقال: فلان مثلاً واسع النعمة، يعني كثير المال مثلاً، وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ "فاكهين" على قراءة الجمهور بالألف، وفي قراءة أخرى عشرية فكهين الفاكه هو المتنعم الذي أثر ذلك في نفسه فصارت طيبة، فاكهين يعني يعيشون في حال من الراحة بهذه النعم، مرتاحين، تقول: فلان مرتاح تقصد أنه ما يكون في حال من المعاناة والكد في طلب لقمة العيش، وعلى القراءة الأخرى فكهين يعني أشِرين بطِرين، الرجل الفكِه يقال لصاحب الفكاهة والدعابة والضحك، يعني أورثتهم النعمة حالاً من البطَر والأشَر وما إلى ذلك، وبعضهم يقول: هما لغتان، وبعضهم يقول: الفاكه هو المتلذذ بأنواع اللذات والنعم، متنعم بها كما يتنعم الإنسان بأنواع الفاكهة، والفكاهة تقال - كما هو معروف - للضحك والهزل، هؤلاء كانوا فاكهين يعني كانوا منعمين، هذا التنعم يورثهم شيئًا من السرور والراحة، وما إلى ذلك.