فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أي: فأعرض فرعون عما جاءه به موسى من الحق المبين، استكباراً وعناداً.
كقوله تعالى:ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ[سورة الحج:9] أي: معرض عن الحق مستكبر.
الركن يقال للجانب أيضاً، كما قال الله:وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ [سورة فصلت:51]، ومن أهل العلم من فسره هنافَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أي بجانبه الأقوى، وهذا يوافق قول من قال أيضاً: إنه تولى بجنوده وأتباعه وجمعه كما يقول كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، وهذا لا يخالف قول من قال: إن الركن هو القوة، لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ [سورة هود:80]، فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أي: بقوته، فهذه الأقوال غير متعارضة، تولى بجانبه، بجنوده، بقوته، بأتباعه، ونحو هذا.
وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أي: لا يخلو أمرك فيما جئتني به من أن تكون ساحراً أو مجنوناً.