هذا على أحد الأقوال المشهورة في تفسير قوله تعالى:وَفَارَ التَّنُّورُ[سورة هود:40]، فقد قال بعض المفسرين: التنور هو الذي يخبز به فجعله علامة لبداية الطوفان،حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ جعله علامة له،وَفَارَ التَّنُّورُ فهنا يقول حتى التنانير، فالله قال:وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا هل كل الأرض تفجرت وصارت عيونا؟ أو أن التقدير "وفجرنا عيون الأرض"، ولكن لكثرة هذا كأن الأرض تحولت إلى عيون؟،وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا وهذا من بلاغة القران، والمطر ينزل من السماء، ولهذا قال هنا:فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ ولهذا قال جماعة من أهل العلم: إن هذا لم يضف إلى السحاب، وإنما إلى السماء وقد تطلق السماء ويراد بها العلو، ويراد بها السحاب كما هو معروف، ولكن هنا قال:أَبْوَابَ السَّمَاءِ فهل يقال ذلك في السحاب؟ ولهذا قال بعضهم: إن هذا الذي نزل عليهم نزل عليهم من السماء وليس من السحاب، فتحت أبواب السماء بالمياه، وتحولت الأرض إلى شيء آخر وصارت عيونها جارية.
قوله:عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ هذا هو المشهور، وهو الذي عليه عامة المحققين، وبهذا فسره كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، وجماعة من المتأخرين كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- ومن أهل العلم كابن قتيبة من قال: إن المراد عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ أي: أنه في حال من التساوي الذي نزل من السماء، والذي نزل من الأرض هذا يساوي هذا لا يزيد أحدهما على الآخر، والقول الأول أوضح وأقرب عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ أي مقدر.
قدره الله -تبارك وتعالى- وقوله:فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ في قراءة متواترة قراءة ابن عامر بالتشديد (ففتَّحنا أبواب السماء)، ومعلوم أن مثل هذا التشديد يدل على التكثير.