الإثنين 23 / صفر / 1447 - 18 / أغسطس 2025
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ۝ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ۝ تَنزعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ۝ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ۝ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ[سورة القمر:18-22].

يقول تعالى مخبرا عن عادٍ قوم هود: إنهم كذبوا رسولهم أيضا، كما صنع قوم نوح، وإنه تعالى أرسل عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا، وهي الباردة الشديدة البرد.

رِيحًا صَرْصَرًا، فُسرت بشدة البرد، وبعضهم يقول: لها صوت، ومن أهل العلم من يجمع بين المعنيين، فكل هذا صحيح في لغة العرب، يقول: وريح باردة شديدة لها صوت.

فِي يَوْمِ نَحْسٍ أي: عليهم، قاله الضحاك، وقتادة، والسّدّي،مُسْتَمِرٍّ عليهم نحسه ودماره؛ لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي.

هذا لعله أحسن ما يفسر به -والله أعلم- وهو أنه من الدوام، فأهلكهم هذا العذاب واستأصلهم، ثم بعد ذلك صاروا إلى عذاب آخر برزخ، مستمر لم ينقطع عنهم حتى هلكوا، وبعضهم فسره بغير هذا بمعنى أنه من المرارة، وبعضهم فسره بالقويّ، وما ذكره ابن كثير -رحمه الله- هنا أقرب، والله تعالى أعلم.