ثم قال تعالى:إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ أي: اختبارا لهم.
قوله:سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ العرب تطلق الغد بإطلاقين:
الإطلاق الأول: على اليوم الذي يأتي بعد ليلتك، اليوم القريب، غداً الأربعاء مثلا.
والإطلاق الثاني: بمعنى المستقبل سَيَعْلَمُونَ غَدًا وهذا هو المراد،مَنِ الْكَذَّابُ الأشِرُإذا جاء العذاب، أو في يوم القيامة فكل ما هو آتٍ قريب، فيعبرون بذلك إشعاراً بالقرب، بقرب الوقوع.
أخرج الله لهم ناقة عظيمة عُشراء من صخرة صمَّاء طبق ما سألوا، لتكون حجة الله عليهم في تصديق صالح فيما جاءهم به.
ثم قال تعالى آمرا لعبده ورسوله صالح:فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ أي: انتظر ما يئول إليه أمرهم، واصبر عليهم، فإن العاقبة لك والنصر لك في الدنيا والآخرة،وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ أي: يوم لهم ويوم للناقة؛ كقوله:قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ[سورة الشعراء:155].
وقوله:كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ قال مجاهد: إذا غابت حضّروا الماء، وإذا جاءت حضّروا اللبن.
قوله:كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ محتضر من الحضور، ويبقى المراد بالحضور، هنا نقل عن مجاهد قوله: "إذا غابت حضروا الماء" فهي نوبتهم، "وإذا جاءت حضروا اللبن" محتضر بمعنى أنهم يحضرون في كل يوم، هناك يوم للماء، ويوم للبن كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ، ويحتمل أن يكون المراد أن الناقة تحضر يوماً للماء، وهم يحضرون يوماً.