إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ أي: فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية، وخَمَدوا وهَمَدوا كما يهمد وييْبس الزرع والنبات،قاله غير واحد من المفسرين، والمحتظر: قال السدي: هو المرعى بالصحراء حين ييْبس ويحترق وتسفيه الريح.
وقال ابن زيد: كانت العرب يجعلون حِظَارًا على الإبل والمواشي من يَبِيس الشوك، فهو المراد من قوله:كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ.
كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ يقول: قاله غير واحد من المفسرين، يعني: خمدوا وهمدوا كما يهمد وييبس الزرع والنبات، قالوا المحتظر، قال السدي: هو المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح، وقال ابن زيد: كانت العرب يجعلون حظاراً على الإبل والمواشي من يبيس الشوك.
فهو المراد هنا، وكثير من المفسرين يفسرون الْمُحْتَظِرِ بالنبات الذي قد يبس وتفتت، وإن اختلفت عباراتهم في التعبير عن هذا المعنى،كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ فمن قائل بأن ذلك كالنبات والشوك الذي يوضع سياجاً على الدواب يمثل حظراً عليها، يعني حظيرة، بمعنى أنه بديل عن وضع الشبك مثلاً، قد لا يكون عنده هذا، أو لأنه في مكان يترحل فيضع من الشوك ما يمثل حاجزاً يحجز هذه الدواب،كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ فهذا ييبس على الشجر ويتفتت ويتهشم، فصاروا كهشيم المحتظر، وبعضهم يعبر عنه بأنه كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ مثل النبات الذي في الصحراء حينما ييبس ثم بعد ذلك تسفيه الريح، ويتفتت فصاروا بهذا المثابة، وبعضهم يفسر الْمُحْتَظِرِ بصاحب الحظيرة، الذي يضع حظاراًً على غنمه فلا يتساقط منها، فهو هشيم، يعني: جعلوا المحتظر هو صاحب الحظيرة، فحينما يضع هذا السياج ويحصل له ما يحصل مع الوقت، وذلك كله يرجع إلى معنى متقارب وهو ما يتفتت من النبات ويتهشم سواء الذي يضعه صاحب الحظيرة حظاراً، أو ما يكون في أرض الحظيرة تطأه هذه الدواب، أو ما يكون في الصحراء من النبات الذي ييبس ثم بعد ذلك كما قال الله :مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ[سورة الكهف:45] فهذا الهشيم، والله أعلم.