الجمعة 23 / ذو الحجة / 1446 - 20 / يونيو 2025
يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱللُّؤْلُؤُ وَٱلْمَرْجَانُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ واللؤلؤ معروف، وأما المرجان فقيل: هو صغار اللؤلؤ، قاله مجاهد، وقتادة، وأبو رزين، والضحاك، وروي عن علي.

وقيل: كباره وجيّده، حكاه ابن جرير عن بعض السلف.

قرأ نافع وأبو عمرو بضم الياءيُخْرَجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ يقول: واللؤلؤ معروف، يعني هو الدر الذي يكون حلية تلبسها النساء، ومنهم من يقيده بالكبير منه، يقولون: اللؤلؤ هو الدر الكبار، والقول الذي لا يختلف فيه أن اللؤلؤ هو الدر، وهو المشهور عند أهل العلم أن اللؤلؤ هو الدر، تقول: علاه عمر بالدِّرة، بكسر الدال وليس بضمها، ومعناها بكسر الدال العصا الصغيرة، وأما الدُّرة فهي لؤلؤة، قال: وأما المرجان فقيل: هو صغار اللؤلؤ، وكثير من أهل العلم يقولون: هو الخرز الأحمر المعروف، وهذا الذي اختاره من المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-، يقول: هو صغار اللؤلؤ، يعني يكون ذكر الكبار والصغار على هذا القول، وهذا الذي عليه عامة أهل اللغة بل نسبه بعضهم إلى جميع أهل اللغة: أن المرجان هو اللؤلؤ الصغار، فهو يقابل، ذكَرَ الأمرين، ذكرنا في هذه السورة أنه ذكر أموراً متقابلة فذكر صغار اللؤلؤ وكبار اللؤلؤ، ولكلٍّ مزية؛ الصغار يكون في غاية الجمال في مواضعه، والكبار يكون في غاية الجمال في مواضعه، وهذا الذي اختاره ابن جرير -رحمه الله-: أن المرجان هو الصغار من اللؤلؤ، واللؤلؤ هو الكبار، قال: كباره وجيّده، وعن بعض أهل السلف ذكر هذا ثم ذكر قول ابن عباس.

وقد رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس -ا- قال: إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها، فما وقع فيها –يعني من قطر- فهو اللؤلؤ.

إسناده صحيح.

مُوهَب القطر هو اللؤلؤ، يقصد أنه ينعقد منه اللؤلؤ في الأصداف، والبحارون الذين يبحثون عن اللؤلؤ يستخرجونه من الأصداف، فهم يستخرجون أصدافاً كثيرة، في الأكثر لا يجدون اللؤلؤ، وإنما يجدونه في القليل النادر على تفاوت بينه، أحياناً يجدونه في غاية الصغر، وأحياناً يكون كبيراً، كما هو مشاهد الآن في الكَمْأ مثلاً الذي جميعكم يراه ويشاهده في محاله فتجد بعضه صغيراً جداً لا يصلح للأكل، وبعضه أكبر وبعضه كبير، فكذلك اللؤلؤ، وليس المقصود أن اللؤلؤة تكون قدر الكَمْأة الكبيرة! ولكن أقصد تقريب المعنى.

ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على أهل الأرض امتن بها عليهم فقال:فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.