الجمعة 23 / ذو الحجة / 1446 - 20 / يونيو 2025
فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ يعني: السفن التي تجري في البحر، قال مجاهد: ما رُفع قُلُعه من السفن فهي منشأة، وما لم يرفع قُلُعه فليس بمنشأة، وقال قتادة:المنشآت يعني المخلوقات، وقال غيره: المنشِآت -بكسر الشين- يعني: البادئات.

قُلُعُه جمع قلاع، والقلاع شراع السفينة، يقال: رفعت السفينة قلاعها يعني أشرعتها، قُلُعُه يعني الأشرعة من السفن وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ، وبعضهم فسر هذا بما رُفعت أشرعته فالكلمة تدل على الارتفاع، ولهذا فسره بعضهم بغير هذا مما يدل على الارتفاع، يقول: إن السفن بني بعضها على بعض حتى ارتفعت وصارت كالجبل، وتجد هذه السفن منذ عهد طويل على طبقات وأدوار وهي التي تنقل المسافرين، ليست السفن البسيطة للصيد، فالتي يسافر بها الناس وصفت كالأعلام، كالجبال، والعلَم هو الجبل الطويل ليس كل جبل يقال له: علم، وإنما الجبل الطويل، واليوم هذا أوضح في هذه الآية التي ينبغي الاعتبار بها؛ لأن من السفن ما تدخل فيها الشاحنة الكبيرة الضخمة وكأنها نملة داخلة فيها، هذا شيء مشاهد كأنها نملة، تدخل وتخرج في وسط هذه السفن، فهذه السفن تحمل السيارات والناس والبضائع وأشياء هائلة، وبعضها فيها ملاعب ومطاعم ومسابح مدينة، بعض هذه السفن كل راكب يستأجر غرفة خاصة.

وقراءة المنشِآت بكسر الشين متواترة وهي قراءة حمزة.

كالأعلام أي: كالجبال في كبرها، وما فيها من المتاجر والمكاسب المنقولة من قطر إلى قطر، وإقليم إلى إقليم، مما فيه من صلاح للناس في جلب ما يحتاجون إليه من سائر أنواع البضائع؛ ولهذا قال تعالى:فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.