الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
فِيهِمَا فَٰكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقال هناك:فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ، وقال هاهنا:فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ.

 هنا قال:فِيهِمَا فَاكِهَةٌ، وهناك:مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ[سورة الرحمن:52] يقصد أنه من كل فاكهة، فيها من كل، كلمة "كل" هي أقوى صيغة من صيغ العموم، بينما هنا فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ما فيها عموم في الثانية،فِيهِمَا فَاكِهَةٌ فلا شك أنها فاكهة كثيرة كما جاء وصفها في موضع آخر،لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ۝ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ[سورة الواقعة:33-34].

ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على فاكهة، وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم؛ ولهذا ليس قوله:وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ من باب عطف الخاص على العام، كما قرره البخاري وغيره، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما.

يعني وإلا فُهم من جمله الفاكهة، هذا هو المعروف عند العرب، والمشهور، والذي قال به عامة أهل العلم من الفقهاء وغيرهم إلا الحنفية كما هو معروف فإنهم لا يعدون هذا من الفاكهة،فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ، والشيء الخاص يعطف على العام أو يذكر بعض أفراد العام، هنا لا يوجد صيغة عموم، لكن المقصود أن الفاكهة تشمل هذا وهذا، العموم أقصد الذي أخذ من المطلق؛ لأن المطلق كما هو معروف فيه شمول، لكن شموله بدلي، وأما العام فإن شموله استغراقي؛ فلذلك تجد أن مباحث المطلق مشابهة تماماً لمباحث العام، ويذكرونه بعده مباشرة، ويختصرون الكلام فيه اختصاراً ويطيلون في العام هذا في أصول الفقه، فهنا فِيهِمَا فَاكِهَةٌ فـ "الفاكهة" مطلق، وهذا الإطلاق يشمل النخل والرمان، يعني هذا الرمان يعتبر فاكهة، والنخل يعتبر فاكهة، والعنب يعتبر فاكهة وهكذا، فذكر النخل والرمان مع أنه داخل في جملة الفاكهة؛ لشرفه مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ[سورة البقرة:98]، وهو من جملة الملائكة، مع أن هناك لفظة الملائكة فيها عموم؛ لأنه جمع مضاف إلى معرفة فهذا للعموم، لكن ذكر جبريل، وحَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ[سورة البقرة:238]، "ال" هذه للعموم،والصَّلاَةِ الْوُسْطَىلأهميتها، فيعطف الخاص على العام؛ لمعنى، فهنا من أهل العلم من يقول: ذكر النخل؛ لأنه غذاء، والرمان؛ لأنه دواء، هكذا قال بعضهم، ومعروف أن الرمان دباغ للمعدة.