فقوله -تبارك وتعالى-:فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ يحتمل المعنيين، يعني الخيرات كل ما يصدق عليه هذا المعنى، ويدخل في هذا العموم النساء اللاتي في الجنة، والمعنى الثاني خيرات جمع خيّرة وهي المرأة الصالحة، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى بالتشديد فِيهِنَّ خَيّرَاتٌ فالخيّرات قطعاً جمع خيّرة، و خَيْرَاتٌ يحتمل أن يكون جمع خيّرة، ويحتمل أن يكون جمع خير، والمعنى الأول أعم من المعنى الثاني، والقراءات كما هو معروف إذا تعددت فإنه يفسر بعضها بعضاً، فيمكن أن تفسر القراءة المشهورة بالقراءة الأخرى بالتشديد،خَيّرَاتٌ والحديث يدل على هذا، فيما يغنين به: "نحن الخيّرات الحسان، خلقنا لأزواج كرام"، ولهذا قال عامة المفسرين سلفاً وخلفاً: إن المقصود بذلك النساء الصالحات، وهذا الذي ذهب إليه ابن جرير وابن القيم، وخلائق، ومعنى ذلك إذا كانت بالنسبه للمرأة خَيّرَاتٌ حِسَانٌ خيّرات الأخلاق، وخيّرات الأعمال، وخيّرات النفوس وحسان الوجوه، وإذا اجتمع هذا، وهذا اجتمع للإنسان الحسن الظاهر والباطن، وهذا أجمل ما يكون، وكثيراً ما يكون الحسن الظاهر والجمال حاملاً على آفات لا تخفى من الترفع وشراسة الخلق، والدلال بالجمال إلى غير ذلك مما هو معروف، أما إذا اجتمع حسن الظاهر والباطن فهذا هو الكمال.