الإثنين 16 / صفر / 1447 - 11 / أغسطس 2025
حُورٌ مَّقْصُورَٰتٌ فِى ٱلْخِيَامِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال:حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ[سورة الرحمن:72]، وهناك قال:فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ[سورة الرحمن:56]، ولا شك أن التي قد قَصَرَت طرفها بنفسها أفضل ممن قُصرت، وإن كان الجميع مخدرات.

حُورٌ مَقْصُورَاتٌ وهناك قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ قلنا: يحتمل معنيين، ويمكن أن يكون الثاني ملازماً المعنى الأول قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ قصرن أبصارهن عن النظر إلى غير أزواجهن، تغض طرفها لا تتطلع إلى الرجال، ولشدة جمالها قصرت طرف زوجها فلا ينظر إلى غيرها،قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ قاصرة لطرف الزوج، وقاصرة لطرفها والمعنى المتبادر أنها قاصرة لطرفها، وهنا قال:حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فسره بعضهم: بأنهن قُصرن على أزواجهن فلا يتطلعن إلى غيرهم، مقصورات قُصرن على الأزواج، تقول: هذه محصورة ومقصورة على هذا، لا تتطلع إلى غيره،حُورٌ مَقْصُورَاتٌ، ويحتمل أن يكون حُورٌ مَقْصُورَاتٌ أي قُصرن عن الخروج، والقصر يأتي بمعنى الحبس، بمعنى أنهن لا يخرجن، وإنما قد هُيئن وأُنشأن وخلقن لأزواجهن، لا تخرج من هذه الخيام، وقوله:فِي الْخِيَامِ فسره بعض أهل العلم بأنه يعود إلى الحور، يعني يكون المعنى أن هؤلاء الحور في الخيام الحور اللاتي في الخيام قد قصرن على أزواجهن، يعني على هذا ليس المعنى أنهن قصرن في الخيام؟ لا، حور مقيمات في الخيام قد قصرن على أزواجهن حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فالحور في الخيام، والمعنى الثاني:حُورٌ مَقْصُورَاتٌ في الخيام قصرن في الخيام يعني فِي الْخِيَامِ جار ومجرور، وهنا يمكن أن يكون عائداًَ إلى الحور، حور كائنات في الخيام قصرن على أزواجهن، حور مقصورات في الخيام، ويحتمل أن يكون عائداً أو متعلقاً بمقصورات يبين أين قصرن، قال:فِي الْخِيَامِ يمكن أن يكون متعلقاً بهذا أو هذا.

فِي الْخِيَامِ روى البخاري عن عبد الله بن قيس ، أن رسول الله ﷺ قال:إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهلٌ ما يَرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون [1].

ورواه أيضا وقال:ثلاثون ميلا[2]، وأخرجه مسلم ولفظه:إن للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهل يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضا[3].

​​​​​​​

  1. رواه البخاري، كتاب التفسير، باب تفسير سورة الرحمن، برقم (4598)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الأهلين، برقم (2838).
  2. رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم (3071).
  3. رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الأهلين، برقم (2838).