لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا اللغو هو الكلام الذي لا قيمة له، ولا منه ولا فيه فائدة، وَلا تَأْثِيمًا يشمل جميع المعاني التي ذكروها والتي تحتملها الآية، التأثيم يعني لا يسمعون فيها ما يؤثمهم من الكلام الباطل، ولا يسمعون من يؤثمهم، يعني: لا يستمعون ما يستوجب الإثم، الجنة لا إثم فيها، وليس فيها إلا الطيب من الأقوال والأعمال، فلا يسمعون من يوجه التأثيم إليهم، يقول:إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا لا يسمعون كلاماً سيئاً قبيحاً، فليس فيها سباب ولا شتم ولا غيبة، ولا كذب، ولا شيء مما يتكلم به الناس مما لا يليق من الفحش والباطل،إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا والاستثناء هنا منقطع، فإن السلام ليس من اللغو ولا من التأثيم، يعني: لكن سَلامًا سَلامًا يعني: يسمعون التسليم،إِلا قِيلا، والقيل هو القول،سَلامًا سَلامًا يسلم عليهم ربهم،تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ [سورة الأحزاب:44]،سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ[سورة يس:58]، وتسلم عليهم الملائكة:وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ[سورة الرعد:23-24]، ويسلم بعضهم على بعض، قال: "وكلامهم أيضا سالم من اللغو إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا" باعتبار أن هذه اللفظة تدل على معنى السلامة إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا إلا قولاً سالماً من كل عيب.