السبت 10 / ذو الحجة / 1446 - 07 / يونيو 2025
خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله:خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أي: تحفض أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم، وإن كانوا في الدنيا أعزّاء، وترفع آخرين إلى أعلى عليّين إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وُضعاء، وهكذا قال الحسن وقتادة، وغيرهما.

خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ هذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- "تخفض أقواماً إلى أسفل سافلين" يعني: في الآخرة، كقوله:إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[سورة النساء:145] وإن كانوا في الدنيا أعزاء إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ۝ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ۝ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ[سورة المطففين:29-31]، إلى أن قال:فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ [سورة المطففين:34]، ويقول: "وإن كانوا في الدنيا أعزاء، وترفع آخرين إلى أعلى عليين، إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وُضعاء"،فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى[سورة طه:75] يقول: "هكذا قال الحسن" وغيره، وقال العوفي عن ابن عباس خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أسمعت القريب والبعيد، وقال عكرمة: خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى، وكذا قال الضحاك وقتادة، وهكذا قول من قال: خافضة لبعض الأجرام التي كانت مرتفعة كالنجوم، فإنها تنكدر وتنتثر، والجبال تسير وتكون هباءً منبثاً، والأرض التي هي سافلة منهبطة تكون بارزة، كما قال الله :وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً  [سورة الكهف:47]، فالآية تحتمل هذه المعاني خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ، تخفض أقواماً وترفع آخرين، تخفض بعض الأجرام وتهبط بأخرى، والله لم يحدد شيئاً، وهذا كله يقع في يوم القيامة.