خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ هذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- "تخفض أقواماً إلى أسفل سافلين" يعني: في الآخرة، كقوله:إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[سورة النساء:145] وإن كانوا في الدنيا أعزاء إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ[سورة المطففين:29-31]، إلى أن قال:فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ [سورة المطففين:34]، ويقول: "وإن كانوا في الدنيا أعزاء، وترفع آخرين إلى أعلى عليين، إلى النعيم المقيم، وإن كانوا في الدنيا وُضعاء"،فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى[سورة طه:75] يقول: "هكذا قال الحسن" وغيره، وقال العوفي عن ابن عباس خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أسمعت القريب والبعيد، وقال عكرمة: خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى، وكذا قال الضحاك وقتادة، وهكذا قول من قال: خافضة لبعض الأجرام التي كانت مرتفعة كالنجوم، فإنها تنكدر وتنتثر، والجبال تسير وتكون هباءً منبثاً، والأرض التي هي سافلة منهبطة تكون بارزة، كما قال الله :وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً [سورة الكهف:47]، فالآية تحتمل هذه المعاني خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ، تخفض أقواماً وترفع آخرين، تخفض بعض الأجرام وتهبط بأخرى، والله لم يحدد شيئاً، وهذا كله يقع في يوم القيامة.