فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ:من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غُرِسَتْ له نخلة في الجنة[1].
هكذا رواه الترمذي، والنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب، وروى البخاري في آخر كتابه عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله ﷺ:كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم[2]، ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود.
آخر تفسير سورة الواقعة، ولله الحمد والمنة.
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ سبق الإشارة إلى هذا، منهم من يقول: سبِّح متلبساً باسمه، ومنهم من يقول: سبح اسمه، نزه اسمه، ومنهم من يقول: سبح باسم ربك، يعني سبح ربك، نزه ربك ذاكراً اسمه، فالاسم هنا مفرد مضاف يفيد العموم، سبحه بذكر أسمائه الحسنى، يعني سمه بأسمائه، سبح بتسميته بأسمائه الحسنى، هكذا قال ابن جرير -رحمه الله- ومن أهل العلم المعاصرين الشنقيطي، وترد هذه الاحتمالات في قوله:سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ[سورة الأعلى: 1]، نزِّه الاسم عن كل ما لا يليق به، فالذين اشتقوا مثلاً من أسماء الله أسماء الإله المزعومة العزى واللات لم ينزهوا أسماء الله ، ولم ينزهوا الله، وهذه الأمور متلازمة بينها ملازمة، يعني من قال:فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ، سبح ربك بذكر أسمائه يعني جعله تسبيحاً للرب، أو سبح متلبساً باسمه، يكون التسبيح لله، ومن نظر إلى أنها تسبيح وتنزيه للاسم فبين ذلك ملازمة لا تخفى، فمن نزه أسماء الله فإن ذلك من تنزيه الله، ومنهم من يقول: إن المقصود بالاسم المسمى يعني الله، ومنهم من قال: المراد به الأسماء، تنزه هذه الأسماء عن كل مالا يليق سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، والله أعلم.
- رواه الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، برقم (3464)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير عن جابر، وبرقم (3465)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك، برقم (1847)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (6429).
- رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا قال والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح أو كبر أو حمد أو هلل فهو على نيته، برقم (6304)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2694).