الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُۥ ۚ وَذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [سورة الأنعام:15] يعني يوم القيامة.
مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ أي: العذاب يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ يعني رحمه الله وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [سورة الأنعام:16] كقوله: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [سورة آل عمران:185] والفوز حصول الربح، ونفي الخسارة".

مرات الإستماع: 0

قوله تعالى: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ [الأنعام: 16] أي: من يصرف عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه الله."

المعنى: من يرد عنه العذاب، يدفع عنه.

"وقرئ يصرف بفتح الياء، وفاعله الله."

يَصرف، هذه قراءة حمزة، والكسائي، من يصرف أي: الله، من يُصرف حذف الفاعل، وبني الفعل لما لم يسم فاعله، على قراءة الجمهور يُصرف، باعتبار أن الفاعل معلوم، وهو الله - تبارك، وتعالى - .

"قوله تعالى: وَذلِكَ إشارة إلى صرف العذاب، أو إلى الرحمة."

بينهما ملازمة، يعني: مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الأنعام: 16] وَذَلِكَ ولا يتحقق الفوز إلا بالأمرين معًا، إلا بالأمرين وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الأنعام: 16] الله يقول: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران: 185] فهنا الصرف عن العذاب لا شك أنه فوز فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ [الأنعام: 16] بصرف العذاب الذي يكون برحمة الله - تبارك، وتعالى - فهذا لا يحتاج مثله إلى ترجيح.