الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

وقوله: وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم الآية، يعني: أن هذه الأصنام لا تسمع دعاء من دعاها، وسواء لديها من دعاها ومن دحاها، كما قال إبراهيم : يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا [سورة مريم:42]، ثم ذكر تعالى أنها عبيد مثل عابديها، أي: مخلوقات مثلهم، بل الأناسي أكمل منها؛ لأنها تسمع وتبصر وتبطش، وتلك لا تفعل شيئاً من ذلك.


 

مرات الإستماع: 0

"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [الأعراف: 194] رد على المشركين بأن آلهتهم عباد، فكيف يعبد العبد مع ربه فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا أمر على جهة التعجيز أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا [الأعراف: 195] وما بعده: معناه أن الأصنام جمادات عادمة للحس، والجوارح، والحياة، ومن كان كذلك: لا يكون إلها، فإن من وصف الإله الإدراك، والحياة، والقدرة، وإنما جاء هذا البرهان بلفظ الاستفهام؛ لأن المشركين مقرّون أن أصنامهم لا تمشي، ولا تبطش، ولا تبصر، ولا تسمع، فلزمتهم الحجة، والهمزة في قوله: أَلَهُمْ للاستفهام مع التوبيخ، و"أم" في المواضع الثلاثة تضمنت معنى الهمزة، ومعنى بل، وليست عاطفة.