"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [الأعراف: 194] رد على المشركين بأن آلهتهم عباد، فكيف يعبد العبد مع ربه فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا أمر على جهة التعجيز أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا [الأعراف: 195] وما بعده: معناه أن الأصنام جمادات عادمة للحس، والجوارح، والحياة، ومن كان كذلك: لا يكون إلها، فإن من وصف الإله الإدراك، والحياة، والقدرة، وإنما جاء هذا البرهان بلفظ الاستفهام؛ لأن المشركين مقرّون أن أصنامهم لا تمشي، ولا تبطش، ولا تبصر، ولا تسمع، فلزمتهم الحجة، والهمزة في قوله: أَلَهُمْ للاستفهام مع التوبيخ، و"أم" في المواضع الثلاثة تضمنت معنى الهمزة، ومعنى بل، وليست عاطفة.