الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
إِنَّ وَلِۦِّىَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْكِتَٰبَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ أي: الله كافيِّ وحسبي، وهو نصيري وعليه متكلي وإليه ألجأ، وهو وليي في الدنيا والآخرة، وهو ولي كل صالح بعدي، وهذا كما قال هود لما قال له قومه: إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ۝ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ۝ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [سورة هود:54-56]، وكقول الخليل : أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ۝ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ۝ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ [سورة الشعراء:76-78] الآيات، وكقوله لأبيه وقومه: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ۝ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة الزخرف:27-28].
 

 

مرات الإستماع: 0

"قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ [الأعراف: 195] المعنى: استنجدوا أصنامكم لمضرتي، والكيد عليّ، ولا تؤخروني، فإنكم، وأصنامكم لا تقدرون على مضرتي، ومقصود الآية الردّ عليهم ببيان عجز أصنامهم، وعدم قدرتها على المضرة، وفيها إشارة إلى أن التوكل على الله، والاعتصام به وحده، وأن غيره لا يقدر على شيء، ثم أفصح بذلك في قوله: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ [الأعراف: 196] الآية، أي: هو ناصري، وحافظي منكم فلا تضرونني، ولو حرصتم أنتم، وآلهتكم على مضرتي.

ثم وصف الله بأنه: الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ [الأعراف: 196] وبأنه يتولى الصالحين، وفي هذين الوصفين استدلال على صدق النبي ﷺ بإنزال الكتاب عليه، وبأن الله تولى حفظه، ومن تولى حفظه فهو من الصالحين، والصالح لا بد أن يكون صادقًا في قوله، ولا سيما فيما يقوله عن الله.