"قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ [الأعراف: 195] المعنى: استنجدوا أصنامكم لمضرتي، والكيد عليّ، ولا تؤخروني، فإنكم، وأصنامكم لا تقدرون على مضرتي، ومقصود الآية الردّ عليهم ببيان عجز أصنامهم، وعدم قدرتها على المضرة، وفيها إشارة إلى أن التوكل على الله، والاعتصام به وحده، وأن غيره لا يقدر على شيء، ثم أفصح بذلك في قوله: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ [الأعراف: 196] الآية، أي: هو ناصري، وحافظي منكم فلا تضرونني، ولو حرصتم أنتم، وآلهتكم على مضرتي.
ثم وصف الله بأنه: الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ [الأعراف: 196] وبأنه يتولى الصالحين، وفي هذين الوصفين استدلال على صدق النبي ﷺ بإنزال الكتاب عليه، وبأن الله تولى حفظه، ومن تولى حفظه فهو من الصالحين، والصالح لا بد أن يكون صادقًا في قوله، ولا سيما فيما يقوله عن الله.