وقد تقدم تفسير هذا في أول سورة: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] بما أغنى عن إعادته هاهنا، وهذا استدل به على أن كل استفراغ للشهوة في غير هذين السبيلين: "الأزواج، والإماء" فإن ذلك مما حرمه الله - تبارك وتعالى -.
كل استفراغ للشهوة بأي شيء كان فإنه يحرم إذا كان في غير هذين الأمرين: الزوجة، والأمة؛ لأنه هنا وصفهم بهذا الوصف، وأطلقه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ وجاء بالاسم هنا الدال على الثبوت، فهذا وصف ثابت لهم، ثم استثنى وقال: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فدل على أن من استفرغ شهوته في غير هذا فهو من الملومين، يلحقه اللوم، والمؤاخذة قال: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ يعني الذين تجاوزوا حد الله - تبارك وتعالى -.