"وقوله تعالى: أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا أي: أيطمع هؤلاء والحالة هذه من فرارهم عن رسول الله ﷺ، ونفارهم عن الحق؛ أن يدخلوا جنات النعيم؟ كَلَّا بل مأواهم جهنم.
ثم قال تعالى مقررًا لوقوع المعاد، والعذاب بهم الذي أنكروا كونه، واستبعدوا وجوده، مستدلاً عليهم بالبداءة التي الإعادة أهون منها، وهم معترفون بها فقال تعالى: إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ أي من المني الضعيف كما قال تعالى: أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ [المرسلات:20]، وقال: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ [الطارق:5-10].