الإثنين 19 / ذو الحجة / 1446 - 16 / يونيو 2025
إِلَّآ أَصْحَٰبَ ٱلْيَمِينِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ۝ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ۝ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ۝ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ۝ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ۝ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ۝ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ۝ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ۝ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ۝ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ۝ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ۝ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ۝ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ۝ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ۝ كَلا بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ ۝ كَلا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ۝ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ۝ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ[سورة المدثر:38-56].

ما يدور بين أهل الجنة والنار من الحوار:

يقول تعالى مخبرًا أن كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌأي: معتقلة بعملها يوم القيامة، قاله ابن عباس -ا- وغيره،إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِفإنهمفِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ۝ عَنِ الْمُجْرِمِينَأي: يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولائك في الدركات قائلين لهم:مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ۝ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ أي: ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا.

يقول الله عن أصحاب اليمين يقول:فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَظاهره أنه يسأل بعضهم بعضاً عن المجرمين، كما في قوله -تبارك وتعالى-:قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ[سورة الصافات:51]، فالحاصل أنهم يتساءلون عن المجرمين، وعن مصيرهم، وما لهم لا يرونهم معهم في نعيم الجنة؟ فهذا ظاهر الآية-والله تعالى أعلم-، ولكن قوله -تبارك وتعالى- بعده:مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، حمل بعض أهل العلم -بعض المفسرين- على القول بأن المراد بيتساءلون عن المجرمين أي: أنهم يسألونهم، يسألون المجرمين، ومن أهل العلم من توسطوا في هذا فقالوا: إنهم يتساءلون عن المجرمين فإذا عرفوا خبرهم ووقفوا عليهم عند ذلك يوجهون هذا السؤال إليهم، وهذا من البلاغة في الاختصار بحذف ما يعلم، والله تعالى أعلم.