الأحد 22 / صفر / 1447 - 17 / أغسطس 2025
فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

يقول تعالى ممتنًا على رسوله ﷺ بما نزله عليه من القرآن العظيم تنزيلا فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ [سورة الإنسان:24] أي: كما أكرمتُك بما أنزلتُ عليك فاصبر على قضائه، وقَدَره، واعلم أنه سيدبرك بحسن تدبيره.

وليس ذلك فحسب فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ، لحكمه الشرعي، ولحكمه الكوني القدري، لحكمه الشرعي بالتزام حدود الله بفعل طاعته، وترك معصيته فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ، وكذلك أحكام الله  الكونية القدرية، فلا يجزع الإنسان، ولا يتسخط، وإذا أصابه الأذى يصبر حتى يلقى الله - تبارك وتعالى - غير مبدل.

وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا [سورة الإنسان:24] أي: لا تطع الكافرين، والمنافقين؛ إن أرادوا صَدّك عما أُنزل إليك بل بَلّغ ما أنزل إليك من ربك، وتوكل على الله؛ فإن الله يعصمك من الناس.

وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا الآثم هو الذي استوجب الإثم لشره، وفساده، وعتوه، وكفره؛ فهو أثيم، والكفور هو كثير الكفران، فلا تطع هذا ولا هذا، فيدخل فيه هؤلاء الموصوفون بذلك جميعاً، ولا حاجة أن يخص فيقال: فلان وفلان، عتبة بن ربيعة، وأبو جهل، لا حاجة لمثل هذا التخصيص، ولا دليل عليه وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا.