السبت 21 / صفر / 1447 - 16 / أغسطس 2025
وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُۥ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا[سورة الإنسان:25] أي: أولَ النهار وآخره.

كما قال الله في أول سورة الأحزاب:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ[سورة الأحزاب:1].

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا[سورة الإنسان:26]، كقوله تعالى:وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا[سورة الإسراء:79]، وكقوله تعالى:يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ۝ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ۝ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا[سورة المزمل: 1-4].

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، البكرة هي أول النهار، ويدخل في ذلك صلاة الفجر، وما يذكر الله به هو وقت للذكر في أول النهار، والأصيل هو الطرف الآخر من النهار، وأصل الأصيل يكون حينما تصفر الشمس.

وقفتُ فيها أُصَيْلالاً[1] أُسائلها عَيَّتْ جواباً وما بالربعِ من أحدِ

 فوقت الأصيل هو بعد اصفرار الشمس، الذي نسميه بالعامية المسيان، هذا وقت الأصيل، فالطرف الآخر من النهار وقت لذكر الله ، ولذلك كان أفضل ما تقال فيه أذكار المساء بعد العصر، فإن قيلت في وقت الأصيل فهذا أحسن، وذلك وقت ذبول النهار، في آخره، حينما تذبل الشمس وينكسر ضوءها، وبياضها وتميل إلى الصفرة، فهذا في الأصل وقتل الأصيل، فمن أهل العلم من يقولون: يدخل في هذا صلاة الظهر والعصر،وَمِنَ اللَّيْلِيدخل فيه صلاة المغرب والعشاء وقيام الليل، هذا فيمن أدخل فيه الصلوات الخمس، فالله أمر بذكره، فيدخل في ذكره الصلاة وغير الصلاة، ولا شك أن طرفي النهار هي أوقات الذكر التي يتأكد فيها ويستحب.

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ صلِّ لله ،وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا، التسبيح هنا يمكن أن يراد به الصلاة، فإنها توصف بالتسبيح وتسمى به، ويدخل فيه ذكر الله وتنزيهه، الذكر مطلقاً باعتبار أنه أُطلق عليه أو سُمي ببعض أنواعه وهو التنزيه، ولا مانع أن يسمى الشيء ببعضه أو ببعض أنواعه وصوره، وكما أطلق على صلاة الفجر أنها قرآن،وَقُرْآنَ الْفَجْرِ[سورة الإسراء:78]، فالمقصود به صلاة الفجر، ويدخل فيه التنزيه لله ، كقولك: سبحان الله، فالعبد مأمور بهذا وهذا، ولهذا قال الله  في وصف هؤلاء الذين يتقربون إليه بألوان القربات، قال:وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[سورة الذاريات:18] يطلبون المغفرة في السحر، في وقت السحر يستغفرون، يطلبون ذلك صراحة، يقول: أستغفر الله، اللهم اغفر لي، أو يطلبونه بفعلهم، وذلك بالصلاة والتهجد، هو بهذا الفعل طالب لمغفرة الله .

 

  1. أي في وقت الأصيل