روى الإمام أحمد عن سليم بن عامر قال: كان معاوية يسير في أرض الروم وكان بينه وبينهم أمد، فأراد أن يدنو منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدراً، إن رسول الله ﷺ قال: ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء قال: فبلغ ذلك معاوية فرجع، فإذا الشيخ عمرو بن عنبسة [1] وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حسن صحيح.
قوله: عَلَى سَوَاء أي: إذا تخوفت من قوم خيانة بنقض العهد فأعلمهم بنبذ العهد إليهم، وأنه لا عهد بينك وبينهم، فتستوي معهم في هذه الحال وأن الحرب قائمة، هذا من أحسن ما فسرت به هذه الآية - والله تعالى أعلم - وذهب بعض أهل العلم إلى أن معنى قوله: عَلَى سَوَاء أي: يستوي في علم ذلك أولهم وآخرهم، وقول ابن كثير هو الأرجح.
- رواه أبو داود، كتاب الجهاد، باب في الإمام يكون بينه وبين العدو عهد فيسير (3/83)، برقم (2759)، والترمذي، كتاب السير، باب ما جاء في الغدر (4/143)، برقم (1580)، وأحمد (4/111)، برقم (17056)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5 / 472).