هذه دلائل للبعث، فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ [عبس: 24]، وما قبله كذلك: الذي خلقه من نطفه، ثم صار بهذه الهيئة، هذا الإنسان الذي يتصف بهذه الأوصاف من العلم، والعقل، ويمشي، ويتحرك، ويذهب، هذا كله دليل قدرة الله على البعث.
قال: فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا، فيكون هذا كأنه بدل من الذي قبله، بدل من الطعام، فلينظر الإنسان إلى طعامه، فالمطر ينزل، ثم تنشق الأرض عن النبات، ثم ينبت هذا النبات حتى يستتم، ثم بعد ذلك يكون منه الحب، أو نحو ذلك، أو الثمر، حتى يصل إلى الإنسان بهذه العملية المركبة..